كيف تتغلّب على الخجل ؟
يقول الذين تمكّنوا من مقاومة الخجل في أنفسهم :
مهما بلغ بك الخجل فإنّ باستطاعتك أن تكون
جريئاً ومتماسكاً وحازماً .
فهناك أناس بلغوا ذروة المجد ، وكانوا من قبل
يتوارون من الناس حياءً ، ويعتزلون كلّ محفل
خجلاً ، ولكنّهم بحثوا ودرسوا إلى أن اكتشفوا ما
تختزن نفوسهم من مواهب ، وعرفوا ما يكمن
فيها من معان حتى وفّقوا إلى الانتصار على
الخجل .
فلقد كان رئيس الولايات المتحدة الأميركية
(إبراهام لنكولن) الذي حرّر شعبه من العبودية ،
رجلاً خجولاً شديد الخجل ، وكذلك كان (غاندي)
محرّر الهند .
وتؤكِّد تجارب الخجولين أنّ معرفة أسباب الخجل
مهمّة في معالجته . كما يؤكّدون أن عوامل الثبات
هي : معرفة أ نّك كائن تنطوي على طاقات كامنة
كثيرة ، والعزم دون المبالاة بالعواقب «إذا هبت
أمراً فقع فيه فإنّ شدّة توقّيه شرٌّ من الوقوع
فيه» .
وينصحون الخجلين بأخذ ورقة وقلم وكتابة
تفاصيل ما يعانونه من آلام الخجل ، ويقولون لك :
حرِّر ذهنك منها .. وسجِّل نقاط القوّة في شخصيتك
، فالإيجابيات موجودة في كلّ إنسان .. نمّ
ثقافتك .. تكلّم بهدوء ووضوح واختصار .. تكيّف
بسرعة وفقَ الحالة الجديدة ، فمثلاً لو نقلتَ فكرة
وقيل إنّها مطروقة فيمكنك أن تبادر إلى القول :
وما الضير في ذلك .. الكثير من الأفكار مطروق ..
ولكن انظروا هل هي صحيحة أو عملية ؟! أو قلْ :
حسناً .. ولكن هل أنتم معها ؟! أو : طَيِّب .. ما
رأيكم بإمكانية تطويرها ؟ أو : لا بأس .. أنا أذكر
ذلك على نحو التذكير .. أو : هذا ما عندي ..
دعني أستمع إلى ما عندك .. وما شاكل كثير .
ولو ضحك الآخرون من خطأ صدر منك أو انتقدوه
بشدّة ، فعالج الموقف على الفور بالقول : مَنْ منكم
لا يُخطئ ؟! أو .. ليس المهم أن لا نُخطئ ، المهم
أن نتعلّم من أخطائنا .. أو .. كنت أنتظر منكم
تصحيح الخطأ لا السخرية منِّي !! وما إلى ذلك .
ولو سقط من يد فتاة إناء وانكسر ، فيمكنها أن
تعبِّر عن الاعتذار للضيوف بلباقة ، كأن تقول :
آسفة .. سأقوم بإصلاح كل شيء .. أو .. لا
عليكم .. أكملوا حديثكم وأنا سأتولّى الأمر .. أو ..
معذرة .. سأستبدله بغيره .. أو إخراج الموقف
بطريقة طريفة ، كأن تقول : شغلني حضوركم
السعيد فنسيت ما دونه .. وهكذا .
كما ينصح الذين قاوموا الخجل أ نّك إذا كنت في
مجلس فقل في البداية أيّة كلمة تكسر صمتك .. قل
مثلاً : إنّ الجو لطيف .. أو إنّ الجلسة معهم
ممتعة .. أو انّ المكان جميل .. أو أنّها فرصة
طيبة للاستفادة منهم ، أو أي موضوع آخر يسهل
عليك الحديث فيه ، وإذا لم تكن متكلماً جيِّداً فكن ـ
على الأقل ـ مستمعاً جيِّداً ، وستتحسّن الأمور
تباعاً .