القراءة باب المهارات ومحورها
يكاد أن يكون هناك شبه إجماع من التربويين على ضعف " المخرج التعليمي " أو " الناتج التعليمي " في المهارات اللغوية الأساسية (القراءة والكتابة والحديث والاستماع) ؛ فإذا كانت الغاية من الدراسة ـ وخاصة في المرحلة الأولى ـ أن يتحدث "المخرج التعليمي" بلغة سليمة مفهومة وأن يفهم ما يسمع وأن يقرأ ويفهم ما هو مكتوب فهماً سليماً , فإني أظن أن النتائج في مراحل تعليمنا العام تسير خلاف هذه الغاية .. إن الشكوى عارمة وعامة من هذه القضية.
وعند تأملنا للمهارات اللغوية السابقة نجد أن (القراءة) هي بابها ومحورها، وهذا يعني أن التخلف في مسألة القراءة يدخلنا إلى دهاليز الأمية الأبجدية في أبسط صورها .
أثبت بعض دراسات سابقة أن في الدماغ البشري قدرة فطرية على اكتساب اللغات يبدأ ضمور هذه المقدرة ما بين سن السادسة والسابعة .. وإذا صح ما تمخضت عنه مثل هذه الدراسة فهذا يعني أن أمام (الطالب) جهد مضاعف :
1. تعلم المعرفة .
2. تعلم اللغة التي كتبت بها هذه المعرفة .
وتعلم اللغة الجديدة ليس بالأمر السهل بعد أن أتخم الطالب باللهجة العامية
وإذا ما تبلور ما سبق فإن علينا معاشر التربويين واجب سبر أغوار القضية المطروحة تنظيراً وتطبيقاً قبل أن يتسع الخرق على الراقع .
ـ بين قراءتين :
لعل هذه اللمحة المتواضعة تسهم و لو بخجل في قضيتنا المطروحة على بساط النقد .
القراءة الصامتة : هي القراءة من خلال النظر المجرد دون صوت أو تحريك الشفتين وكأن العين وحدها هي التي تقرأ . وقد أثبت بعض الدراسات أن هذه القراءة هي قراءة الفهم والاستيعاب وإدراك المعاني والمضامين الفكرية للمادة المقروءة .
أما القراءة الجاهرة ( الجهرية ) : فهي القراءة التي تتم بصوت عال أو خفيض مع تحريك الشفتين . وهي قراءة تساعد على الحفظ غالباً، و خاصة إذا تم ترديدها ؛ حيث يتكون من الترداد رابط عصبي إضافي .
* ـ وهذا يعني فيما يعنيه الأمور التالية :
1. القراءة ( الجهرية ) وسيلة للقراءة الصامتة .
2. القراءة الصامتة بحكم تعلقها بالفهم و الاستيعاب فهي الهدف المنشود . على خلاف السائد .
3. كل ما يطرأ على القراءة من تطوير ؛ من حيث السرعة و غيرها مرتبط بالقراءة الصامتة .
ـ وعلى ما سبق يمكننا أن نطرح سؤالاً مشروعاً : هل نخطئ معاشر المربين حينما نقدم القراءة (الصامتة) على (الجهرية) ؟
بمعنى آخر، هل نحن مصيبون عندما نجعل من الهدف وسيلة، فتصبح مهمتنا ( معكوسة ) مقلوبة ؟
لقد تعود وألف كثير منا طريقة القراءة الصامتة ابتداء ، ثم تأتي القراءة الجاهرة . وعندما يقع النظر على ( دفاتر ) التحضير تجد البند الأول في عرض المادة المقروءة هو : القراءة الصامتة ابتداء . وهذه المسألة عامة في مراحل التعليم الثلاث.عواض محمد القرشي . جريدة الايام الجزائرية