بأي عقل يفكر هؤلاء ؟!
حتى الاستدمار اصبح يُمجد ،وعملة متداولة بين أفراد الامة دون حياء او خجل وكأن الملايين التي استشهدت لاجل تحرير هذه الرقعة الطاهرة كانت خاطئة في اتجاهها النظالي الجهادي...
((مجد المحامي الليبي الفرنسي الجنسية والعضو بالمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، «الهادي شلوف»، في حصة الاتجاه المعاكس، التي بثتها قناة الجزيرة ، الاستعمار الغربي، «وما قام به من إنجازات كبيرة، لاسيما الاستعمار الفرنسي»، على حد قوله، متناسيا جرائم الاستعمار التي قام بها إبان احتلاله للبلدان الإسلامية والعربية والتي مازالت آثارها ماثلة للعيان لحد الآن،))
ــ حيث ومن خلال تدخلاته انه تمنى العودة الى ليبيا على متن دبابة أمريكية
ــ لِمَ لا يُمجد الاستدمار فهو المتخلي والمتنصل من جنسيته وأمثاله ومن يحمل افكاره كثيرون في الوطن العربي...
ولو لا تخليه على جنسيته لما منحته السلطات الغربية مكانة بمحكمة لاهاي
ونسي أن أسباب التقهقر والتخلف الإنمائي والأخلاقي الذي نعاني منه انه نتيجه الاستدمار الذي أنهك قوى العالم العربي ونهب كل خيراته وتجهيل أهله ونشركل سموم الفرقة والاختلافات الحدودية والعرقية بينهم
إن أمثاله ونظرتهم الحنينية للاستدمار هي أيضا جزء من أسباب الانحطاط الذي نحن فيه .
إن أفكار هذا الخائن تركتني أُعيد قراء ة التاريخ وفي منطقة المغرب العربي بالخصوص ، فكم ابهرني نضال أربعة رجال: عبد الكريم الخطابي والأمير عبد القادر وعمر المختار ومحمد الدغباجي .
1 عبد الكريم الخطابي المغربي قاضي ومقاوم ثوري بطل حرب ريف المغرب (1920) و الذي سجن ثم نفي الى مصر
2 الامير عبد القادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. عالم دين، شاعر، فيلسوف، سياسي ومحارب في آن واحد الذي سجن ثم نفي الى سوريا
وكلاهما ( الخطابي وعبد القادر)اختارا منفاه لأصوله بدلا من مغريات المحتل
3 محمد الدغباجي التونسي الذي تم القبض عليه من طرف الايطاليين وهو يجاهد مع اخوانه وتسليمه للفرنسيين وإعدامه بتونس حيث رفض تغطية راسه عند اعدامه وودع اهله بابتسامة البطل والنسوة تزغرد
4 عمر المختار الليبي الذي دوخ الايطالين وألحق بهم هزائم نكراء الى ان تم القبض عليه وإعدامه
أُسود صناديد ما تركوا الاستدمار الفرنسي والاسباني والايطالي يهنأ ليلا ولا نهارا حتى خرج مدحورا ـ والذي كانت مقاوماتهم شعلة حمل لواءها الأبناء حتى النصر...
لقد اقشعر بدني وأنا أقرا بعض مقولاتهم .
1 مقولة لشيخ الشهداء عمر المختار رحمه الله عند اعدامه(( نحن لا نستسلم... ننتصر أو نموت.... وهذه ليست النهاية... بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والاجيال التي تليه... اما أنا... فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي. ))
2 مقولة محمد الدغباجي عند ما حاول احد العملاء الموعودين بمنصب امارة على قبيلته من طرف الاستدمار الفرنسي في حال استدراج والقبض على الدغباجي .
لكن الدغباجي تفطن للمكيدة فبعث له رسالة بتاريخ (16/02/1920) يقول فيها (( أنتم تطلبون منا الرجوع إلى ديارنا لكن ألسنا في ديارنا؟ إنه لم يطردنا منها أحد، فحركتنا تمتد من فاس إلى مصراتة، وليس هناك أحد يستطيع إيقافنا.. ونقسم على أننا لو لم نكن ننتظر ساعة الخلاص لأحرقنا كل شيء، والسلام من كل جنود الجهاد)).
أهؤلاء القتلة الذين ابادوا قبائلا باكملها يُمَجدون !.
لقد احرقوا الارض وشردوا العباد من اوطانها ...
.. فمهما كانت النظم العربية فاشلة وفاسدة لا يمكن مقارنتها بالاستدمار لانها في حالة تكوين ولا بد من المتطلع للمستقبل ان يتحمل نتائج المعانات التحولية الذاتية
لان ثقافة الاستدمار لم تمحى بعد ، وآثار الآلام مازالت تنخر الأجساد والأذهان والأفكار.