بقلــــــــــ اريد آراءكم ــــمي

بقلمي اريد رايكم

إن حاجة العالم إلى أولئك الرجال كحاجة العقل إلى المعرفة، وكحاجة الجسم إلى الطاقة التي يتحرك بها، وإني والله لأجد الرجولة في وقتنا الحاضر وللأسف كالمعادن النفيسة لا توجد ألا على ندرة أو على صدفة...
إن الرجولة لا تعني القوة و الاعتداء والحكم والغلظة والشدة، لكنها تعني حسن التصرف والهدوء والتحكم في شهوات النفس وتكمن في قوة العقل ويشد أزرها الحنان، لتكون مسكنا للنفوس القلقة ويكون محورها الحق لا الباطل، أين الرجولة التي تعيد للحياة توازنها إذا اختل؟؟...
تجد أكثر الناس إذا خاطبته يقول لك ساخرا محتقرا" أجل أنا رجل"، أولا يستحي من هذا القول؟ ألم يعلم أنه أساء إلى سمعة الرجولة الحقيقية، وأطاح بها؟ لماذا لا يبين رجولته في بلاد المقدس، أو في العمل لأجل أسرته، الدفاع عن المظلومين، الإيثار والكرم والتصدق...
أم الرجولة كلمة تتردد على الشفاه ؟؟
إن معنى الرجولة يقوم على ا لحق، على حماية حقوق الضعفاء، أن يترقرق الحنان فيهم كمجرى الدم في العروق...
وعندما خرجت المرأة للعمل، قيل لماذا؟؟
لو رأت في زوجها الرجل الذي يحميها يؤمن لها لقمة عيشها، لما والله خرجت وتركت بنيها دون ولي أمر...
وعندما خرجت أيم من دارها، تساءلوا لماذا تخرج دون محرم...؟
لو رأت في ولدها الولد المطيع الذي يعمل لإسعادها ما كانت لتضع رجلها خارج عتبة الباب...
لو رأت في حكام بلدتها الرجال الذين يحمونها وأولادها لما رآها إنسي، لو... لو... لو...
إن الأوائل عندما وضعوا أسس الإسلام وضعوا قاعدتهم الأساسية الرجولة لا الأنانية والبغض.
وعلى ضوء هذه الكلمة الندية للإمام أحمد: " ماذا ينفعك أن يعذب أخوك المسلم بسببك " والآن نرى آلاف وملايين الأطفال يشردون وييتمون، ونساء يرملون، والعالم العربي بأسره صامت، نرى الأبرياء يسرقون أمام أعيننا فلا نتفوه بكلمة ولا نبدي حراكا خوفا على حياتنا، أنسينا أننا بعد مدة سنغادرها، ثم وبكل وقاحة نقول بأننا رجال، أولم يعلموا بعد أن الرجولة هي مساعدة الغير لا إرهابهم وإخافتهم...
قال شاعر:
وإن الذي بيني وبين بني أبــــــــي **** وبين بني عمي لمختلف جـــــــــــدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومـــــهم **** وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجـــدا
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبـهم **** وإن هم هووا غيي هويت لهم رشدا
وإن زجروا طيرا بنحس تمر بــي **** زجرت لهم طيرا تمر بهم سعــــــدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهــــــــم **** وليس رئيس القوم من يحمل حقــدا
ومن هذا القول الرائع نستنتج بعض صفات الرجولة ألا وهي: دفع السيئة بالحسنة، الابتعاد عن الغيبة والنميمة، أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، الابتعاد عن الحقد والانتقام...
إن الإماء إذا ولدت ورزقت رجالا ذوي قلوب كبيرة تسير وتصنع العجائب؟؟
ألا تعرف أخي قصة الفتى الأمريكي عندما وقف هو ووالده أمام أكبر مركز تجاري عالمي ذلك الذي دمر من طرف المسلمين بالطائرات، وسأل أباه ذاهلا: " من فعل بنا هذا يا أبي ونحن أقوى دولة في العالم " ؟؟ فرد عليه أبوه: " بعض دول إفريقيا وآسيا "...
إخواني على المسلم أن يكون مؤمنا بدينه، ساترا لأخيه، وهذا من أهم الأركان لقيام الرجولة، فقد قال الرسول " صلى الله عليه وسلم " ((من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة)).
أما الرجال الفاسدون، الذين لا قيمة لهم في الحياة فهم يسعون إلى كشف عيوب الناس...
وذلك ما يريه الإسلام لنا حين يحرم الغيبة، وحين يشغل الناس بنفسهم يصلحونها، وبجماعتهم يعلون مكانتها، وينفون عنها الريبة والفاحشة.
إن ذلك الرجل الذي يعتمد على نفسه لا على غيره، ويثق بنفسه، لا يحتاج لا حمدا ولا ذما من غيره، فقد قال شاعر:
إنما رجال الدنيا وواحـــــــدها ****** من لا يعول في الدنيا على رجل
ويقال مهما كان الطريق إلى الغاية المنشودة طويلا، فإن المهم هو الخطوة الأولى فيه وهذا حق.
لأن الخطوة الأولى لا تلدها إلا عزيمة كاملة وعاطفة ناضجة.
ليس على الرجل أن لا يكون عاطفيا ولا أن يكون قاسيا وإنما بينهما ؟؟
إن الرجولة شيء نادر في وقتنا الحاضر، حيث أن لا شباب للإسلام يحمل دينه ويعتز به، ويدافع عنه، لايستطيعون أن يقيموا خمس صلوات في اليوم فما بالك أن يحموا بلدا؟ عقيدة؟ أهلا؟
فتخيلوا إخوتي جيل الإسلام بعد قرن أو اثنين، ربما يكون قد تحول إلى أخلاق الغرب نفسها أو أن لا وجود له على الإطلاق،أو أنه سيعود إلى التمسك بدينه وترك شهواته الدنيوية، وهل سيعرف أنه خلق رجلا وعليه واجبات جمة، ومسؤولية كبيرة فوق عاتقه عليه أن ينجزها؟ أم أن الضمير أسود لا يستجيب؟ أسئلة كثيرة لكن لا مجيب! نحن الإنس لا نعرف شيئا عن المستقبل وهذه أول دلالة على أن الله قادر مقتدر، حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم فسبحان الله؟ اللهم أصلح شبابنا وبناتنا إنك أنت مجيب الدعاء. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

جزيت خيرا اخي

بوركت وبوركت جهودك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تشرفت بمرورك غاليتي

جزيت خيرا

بارك الله فيك غاليتي..

موضوع رائع..

دائما مبدعة في هذا المجال..

جزاك الرحمن خيرا..