العرب يصرخون الأقصى مهدد نساؤنا وأبناؤنا سلبوا أين الرجولة؟؟؟
أنتم الآن في مراكز حرجة جدا، تقع بكم المآسي وتلاحقكم الإهانات، فما تخرجون من هم إلا ودخلتم في مثله أو أنكى منه.
كل ذي قوة في الأرض يدور عليكم، وكل ذي سلطة يتجه إليكم، وبلادكم تدور فيها عيون المطامع، كل مكـان من أرضكم غفى أهله وذهب حراسه، والإسلام تبعا لأصحابه يسب ويشتم وتكتنف مستقبله الصعاب، فـــــإن الاستسلام للهزائم لا يقول به رجل مسلما كان أوكافرا، إن الرجولة تتحمل المكاره، فكيف إذا اصــــطبـــــغت بالإيمان وفاض في نواحيها اليقين والأمل ألا تفعل العجائب؟!
عندما سقطت الدولة الإسلامية لم تفن هذه الأمة ولا ضاع دينها، وأحسب أننا وسط دائرة العدو المحيطة بنا، يجب أن نبني سياستنا الإسلامية داخلها، حتى تنفجر كالقنبلة في وجه الطغيان، لوكنا مدججين بالسلاح مــــــــــن رؤوسنا إلى أقدامنا!!! أما إذا كان السلاح ومصانعه عند خصومنا، فان التحدي الطائش لون من الانتحـــــار فوق أنه ضرب من العصيان أوالخيال. والله إني أرى ظهر الأرض خير من باطنها إذا لم نعش أعزة بدينـــنا، أين الإحساس والرجولة والشجاعة وغاياتنا تطيش ومقدساتنا تهون، يا عباد الله الأقصى مهدد، وماذا نقول عن العراق، لقد سلبوهم منا واأسفاه... والروح أرخص ما يدفع ولو في معركة لا تكافؤ بين أطرافها، نحمل فيها العصي والحصى، ويحمل أعداؤنا قنابل الذرة المتفجرة والبنادق والصواريخ والمدافع...
إن هناك أناسا أحيوا السنة عن صدق، لكنهم أساؤوا خدمتها بشيء من القسوة بدا عليهم أو اتهموا به، فتقهقروا في المجتمع العام وتقهقرت معهم السنة، وهذا جهل بالدين والدنيا معا.
يجب أن يعلم الناس عنا أننا استجابة لديننا حراسا على نشره وأننا لو ملكنا قوى الذرة ما استعنا بها في إقامة دليل أو تدعيم حجة، أو هدم بيت وقتل بنيه الأبرياء، كلا... كلا...!
أما إذا طغى البائس واستكبر العاجز وينسى المستضعفون في الأرض ربهم فهذه هي الطامة؟!
ونحن المسلمين إذا كنا على ما نزل بنا لن نصحوا من سبات ولن نرجع عن ذل واستجداء، فكيف نرقب أن تعمل قوى السماء معنا، وأن يساعدنا الله، ويخسف بأعدائنا؟؟
إننا في هذه المحن المتشابكة حولنا، أفقر خلق الله إلى تأييد الله، وأضعف خلق الله لنصرته، إلا إذا استقمنا على سنة نبينا وعلى كتاب خالقنا.
أما أن نغضب الله بالعصيان، فأمر لا تصلح به دنيا ولا دين. لو انهزمنا أمام الغرب هزيمة المسلمين الأول لأوشك الغرب أن يدخل في ديننا ونصير وإياه سواء. أما أن نتحول نحن إلى أخلاق الغرب أنفسهم فتلك هزيمة لا قيام منها لآخر الدهر.
ماذا دهى أولئك الذين يسمون المسلمين؟ هل اتخذوا هذا اللقب اسما فقط أم أنهم اقتبسوه من قلوبهم وأعماقها من الإسلام؟ ما هذا العمى الذي طمس على أبصارهم وأفئدتهم؟
ولقد ضحكت وشر المصائب ما يضحك،يوم أذيع في أنحاء العالم أن المسلمين الأتراك كانوا يقاتلون بحماس بالغ وأن صيحاتهم التقليدية"الله أكبر" كانت تلقي الذعر في نفوس أعدائهم.
ياأسفاااه... كم حمل الإسلام من أهواء الناس وكم أصابه من جهل بنيه!!!
كاد الليالي وكادته مجــــــــالدة وارتد عدوانها من بعد تقتال
ثم انثنت وبها من صبره حرق وإن كسته لكيد ثوب أسمــال
ويروى أن الحسين قال وهو يخوض معركة:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما
وآسى الرجال الصالحين بنفـــــــــسه وخالف مثبورا وفارق مجرمـا
فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألــــــم كفي بك ذلا أن تعيش وترغـما
إن الجماهير في الغرب كالنحل في خلاياها، لا تهدأ لهم حركة ولا يسكن لهم مطمع،ولا يضعف لهم إنتاج، والدول كبراها وصغراها تحشد رعاياها في مشروع ضخم لا يكادون يخلصون منه حتى يشغلهم آخر أضخم منه، أما نحن بلاد الإسلام كلها فلا نزال ندور حول أنفسنا ونتحرك في مواضعنا ونذهل عن مصايرنا، وتصلنا أنباء الحياة الزاحفة هنا وهناك كأنها أنباء العالم الآخر... ما هذا؟!
فوا أسفي على قلوب قد طغت عليها معالم الجهل، فما فائدة الدنيا لرجال أو شباب لا يستطيعون إنقاذ بنيهم ونسائهم ودورهم وأمهم الأرض وشعبهم، يا عرب أعيدوا الإتحاد ففيه قوة وفي التشتت ضعف...
...وا أسفاه... وا إسلاماه... وا معتصماه... وا محمداه...
ب[center]قلم راية الإسلام